الحركية الطلابية

إدراكا منها لمدى أهمية الحركية الطلابية ودورها في تعزيز انفتاح الجامعة المغربية على المستوى الدولي، تحرص مديرية التعاون والشراكة على جعل برامج الحركية الطلابية في صلب اهتماماتها الرئيسية وتوليها عناية خاصة من حيث التدبير المحكم والشفاف أو التطوير والانفتاح على آفاق جديدة، سواء تعلق الأمر بالحركية الوافدة، الخاصة بالطلبة الدوليين الراغبين في الدراسة بالمغرب، أو الصادرة، المتعلقة بالطلبة المغاربة المتوجهين للدراسة بالخارج.

وتستند المديرية في القيام بهذه المهمة المنوطة بها على القيم والتقاليد الحضارية العريقة، التي ميزت المغرب عبر التاريخ كدولة منفتحة ثقافيا على العالم، وكذا على أسمى المرجعيات القانونية والمؤسساتية المعتمدة ببلادنا، بما في ذلك دستور المملكة والتوجيهات الملكية السامية والقانون الإطار رقم 51.17، المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والبرنامج الحكومي 2016-2021 وكذلك مخطط عمل الوزارة خلال الفترة 2017-2022.

في ما يخص برامج الحركية الطلابية الصادرة، تساهم مديرية التعاون والشراكة في إعداد اتفاقيات التبادل الطلابي مع البلدان الشريكة للمغرب وتتفاوض بشأن المنح الدراسية المقدمة للطلبة المغاربة وتحرص في ذلك على تنويع وتوسيع العرض المقدم لهؤلاء الطلبة وإبرام الشراكات بناء على مجالات التفوق الأكاديمي لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي بالبلدان الشريكة والتي من شأنها أن تشكل قيمة مضافة للطلبة والباحثين والأطر المغاربة تماشيا مع الأولويات الوطنية، الآنية والمستجدة، في مجال التنمية البشرية والمستدامة.

وهكذا، تسهر المديرية على تدبير برامج منح التعاون الدولي المقدمة لفائدة الطلبة المغاربة الراغبين في متابعة دراساتهم العليا بالخارج، باعتماد الإجراءات التنظيمية اللازمة لضمان التدبير المحكم لهذه البرامج وفقا للمبادئ والتوجيهات والأهداف المؤطرة للمنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي المنصوص عليها في القانون الإطار، من شفافية ونزاهة وتبسيط للمساطر وإنصاف وتكافؤ للفرص بين عموم الطلبة والباحثين والأطر المغاربة، حيث تحرص على نشر وتعميم الإعلانات المتعلقة بهذه المنح على الصعيد الوطني وتتولى مهمة تلقي ودراسة الترشيحات المقدمة لها وتوجيه وإرشاد المترشحين قصد مساعدتهم على اتخاذ الخيارات الأنسب لهم. كما تعمل، في حدود الإمكانيات المتاحة، على مواكبة وتتبع المسار الأكاديمي، ببلدان الاستقبال، للمستفيدين من هذه البرامج والاضطلاع بمهمة التقييم المنتظم لكل برنامج على حدة لقياس مدى نجاحه ونجاعته.

وفي ما يلي، بعض المؤشرات على ما تم إنجازه من قبل المديرية، في هذا الإطار، برسم السنة الجامعية 2019-2020:

§       الإعلان عن 46 برنامجا للمنح الدراسية بالخارج في 63 بلدا شريكا.

§       توفير 1731 فرصة للاستفادة من منح دراسية بالخارج، تضم أكثر من 2352 تكوينا في مختلف المجالات والأسلاك الدراسية.

§       معالجة أكثر من 5500 طلب منحة دراسية مقدمة من طرف الطلبة المغاربة، علما أن هذا الرقم يهم فقط برامج المنح التي تديرها المديرية مباشرة.

كما شهدت هذه السنة الجامعية ولأول مرة، تقديم تسعة (9) برامج جديدة للمنح الدراسية، من أبرزها برنامج المنح الدراسية لكلية أوروبا (Collège d’Europe) وبرنامج منح مجموعة كويمبرا (Groupe Coimbra) الموجه للباحثين الشباب المنتمين للدول المشمولة ب"سياسة الجوار الأوروبية" من أجل الاستفادة من دورات علمية في 23 دولة أوروبية.

أما في ما يتعلق بالعروض المقدمة من طرف المديرية، فإنها تتميز بتنوعها، إن من حيث نوعية الأسلاك والبرامج المقدمة أو من حيث الوجهات الأكاديمية أو طبيعة الشركاء أو الفئات المستهدفة بهذه البرامج كما هو مبين أدناه، على سبيل المثال لا الحصر:

§       الأسلاك والبرامج الدراسية: الإجازة، الماستر، الدكتوراه، أبحاث ما بعد الدكتوراه، تداريب البحث، دورات تدريبية لتنمية الكفاءات والمعارف، برامج إقامة علمية قصيرة الأجل، إلخ.

§       الوجهات الأكاديمية: البرازيل، المكسيك، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، إسبانيا، إيطاليا، هنغاريا، سويسرا، بلجيكا، مصر، تونس، السنغال، الأردن، تركيا، الهند، الصين، كوريا الجنوبية، اليابان، ماليزيا، تايلاند، سلطنة بروناي، إلخ.

§       طبيعة الشركاء: دول، منظمات دولية وإقليمية، مجموعات أكاديمية، جامعات.

§       الفئات المستهدفة: طلبة، موظفون عموميون، أطر ومستخدمو القطاع الخاص.

أما في ما يخص برامج الحركية الطلابية الواردة، التزاما بالمقتضيات الدستورية التي تنص على الإرادة القوية للمملكة المغربية في ترسيخ روابط الإخاء والصداقة والتعاون والتضامن والشراكة البناءة مع كل بلدان العالم عبر توسيع وتنويع المبادلات الإنسانية والاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية معها، وتفعيلا للتوجيهات الملكية السامية بضرورة تقوية التعاون والتضامن جنوب-جنوب وبشكل خاص مع الشعوب والبلدان الإفريقية، ولاسيما منها بلدان الساحل والصحراء، أصبحت مهمة الإشراف على استقطاب وتكوين الطلبة والأطر الدوليين للدراسة بالمؤسسات الجامعية المغربية إحدى أولويات العمل الذي تقوم به مديرية التعاون والشراكة.

وفي هذا الإطار، تضطلع المديرية بمهام متعددة تتمثل أهمها في تلقي ودراسة ترشيحات الطلبة الدوليين وإصدار رخص التسجيل المتعلقة بها وكذا اتخاذ التدابير والإجراءات التنظيمية والعملية الضرورية الكفيلة بتيسير إنجاز هذه المهمة بالفعالية والسلاسة اللازمتين، كما تسهر على التنسيق بين مختلف المؤسسات الوطنية المتدخلة في هذا المجال، كل بحسب اختصاصه.

وهكذا، فإن مجموع الطلبة الدوليين، الذين يتابعون دراساتهم العليا بمختلف مراكز التكوين ببلادنا، قد تجاوز 25000 طالب، برسم السنة الجامعية 2019-2020، منهم أكثر من 14500 مسجلين بمؤسسات التعليم العالي التابعة للجامعات العمومية.

وقد تميزت حصيلة السنة الجامعية 2019-2020، لوحدها، بترخيص المديرية لأكثر من 5000 طالب دولي، من 76 دولة شريكة، بالدراسة بالمؤسسات الجامعية العمومية. فيما توزعت نسب الطلبة المرخص لهم حسب القارات كما يلي:

§       إفريقيا: 86%

§       آسيا: 12%

§       أمريكا: 1%

§       أوروبا وأوقيانوسيا: 1%

ويتضمن العرض المغربي المقدم للطلبة الدوليين، حزمة من الخدمات المتكاملة تشتمل أساسا على:

§       مقاعد بيداغوجية مجانية؛

§       مساعدة مالية شهرية؛

§       السكن الجامعي، حسب الطاقة الاستيعابية المتاحة بالأحياء الجامعية؛

§       تغطية صحية؛

§       الولوج لكافة مؤسسات التعليم العالي ولكافة الأسلاك والمسالك مع إمكانية الالتحاق بالأسلاك الدراسية الموالية لتلك التي رشحوا سابقا للدراسة بها من طرف بلدانهم، بالنسبة للطلبة الدوليين خريجي المغرب وذلك وفق نفس الشروط والمعايير المعتمدة لنظرائهم المغاربة؛

§       خدمات مختلفة مواكبة لمسارهم الأكاديمي ببلادنا.